12 - 05 - 2025

عاصفة بوح| انحيازات الحكومة لمن؟

عاصفة بوح| انحيازات الحكومة لمن؟

كل الدلائل كانت واضحة وموحية ومنذرة ومع ذلك لا حياة لمن تنادى.المصريون فى حالة معاناة قاسية يتلقون الضربات الحكومية فى ظل قرارات عشوائية لا تلقى بالا للبعد الاجتماعى ولا لقدرة الافراد على التحمل .

فانعكس ذلك فى سلوكيات ماكنا نتصور أنها تقترب من الإنسان المصري المشهور بقدرته على الصبر، إلى حد تم معايرته بها، ومع ذلك فإن هذا الصبور قد نخ آ وبرك وصرخ طالبا العون والتفهم، بأن مايطالبونه به يعنى نهاية لحياته كما يعرفها، مما دفعه بعدآ  تجاهل صرخاته إلى الانتحار وقتل الابناء والزوجة وقبلها بدأت جرائم لم نكن نعرفها، تصفعنا يوميا فى صفحات الحوادث.

فهل تلك كانت نتائج الإصلاح الاقتصادى التى وعدتنا بالرفاهية، بعد أن نمر من عنق الزجاجة اللعينة، التى ترفض أن يمر بها الفقراء والطبقة الوسطى المعرضة للتلاشي بعدما تم تحميلها ثمن قيادتها لثورة يناير!

أتصور أنها إحدى التفسيرات السياسية لمحاولة فهم سياسات الدولة عندما أعجزهم المنطق عن التفسير!

كيف حسبتها الحكومة حقا؟ موجات متتابعة من الغلاء لا رادع لها ولا منطق يفسرها؟ كيف تصوروا وهم يضعون السياسات المفقرة للفقراء، بينما لم يقتربوا من الأغنياء حتى بضرائب البورصة فقط، ولن أذكر بالطبع الضرائب التصاعدية على الثروة؟ كيف تخيلوا حل الفقراء لمشكلتهم الحياتية.. بالسرقة مثلا؟ بالرشوة؟ بالضلوع فى الجريمة؟ إذا كانت كل مرتبات الحلال لا تسعفهم، إن وجدوها أصلا فى ظل حالة بطالة متفشية.

ماذا يفعل أصحاب الدخول التى لا تتعدى الألفي جنيه أو دون ذلك، قبل التعويم لم تكنآ  تكفيهم وتقزمت قيمتها إلى أقل من النصف بعده.. فكيف يعيشون ؟ ماذا يفعل أصحاب المعاشات والذين تمت سرقة أموالهم فى عصر مبارك، وهم يرون أن الحكومة تهينهم فى آخر أيامهم وترفض إضافة جنيهات قليلة إلى معاشهم، وهم فى سنوات العجز والمرض؟ حتى أنها تراجعت مؤخرا عن تخفيض تذكرة المترو لهم بحيث حكمت عليهم بالسجن المنزلي إلى أن يلقوا وجه ربهم.

كيف أصبح الفقراء وهم الأغلبية بعد انزلاق الطبقة الوسطى إلى دركهم.. غير قادرة على الحياة فعليا؟

لماذا يشعر الناس أنهم وقعوا فى يد من لا يرحم ولا يبالى بأوجاعهم مادام رأس الدولة راض عنهم. كثير من القرارات أتصور أنها لم تاخذ حقها من الدراسة تحت شعار نجاح سياسات التعويم وانخفاض معدلات التضخم واعتدال ميزان الموازنة العامة، وهى اشياء لا تمثل للغالبية المطحونة سوى أنها أرقام جوفاء لا تنعكس على حياتهم البائسة!

لن أتكلم عن أي مماراسات سياسية والعصف بالحريات وإغلاق المجال العام والتوسع فى اعتقال المعارضين، فلقد نجح النظام فى دفع الناس إلى مطحنة أكل العيش، حتى أتصور أنهم لعنوا الثورة التى وعدتهم بالعدالة الاجتماعية، فوجدوا أنفسهم يتحسرون على نظام ثاروا عليه، فعلى الأقل كانوا يجدون قوت يومهم، أما الحريات فكانت رفاهية اختص بها أهلها ودفعوا ثمنها ولكنهم جروا معهم أناسا لم يهتموا أبدا إلا بالستر، حتى وجدوا من يزيح عنهم غطاءهم ويتركهم لوجع الحاجة!

إنصافا لحق افتراض حسن النية.. وبعيدا عن اتهام الدولة بالتنكيل بطبقة تجرأت وثارت على حكامها الفسدة، فإن السياسات الاقتصادية القائمة فشلت حتى الآن فى توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة، مما انعكس على تلك الممارسات اليائسة التى كان التدين يحول بينها وبين التنفيذ، إلا أن اليأس قد تجاوزها!

فأاعيدوا النظر فى التبعات الاجتماعيةآ  للقوانين الباردة فلن يعيننا نجاح العملية اذا كانت النتيجة موت المريض..احسنوا اختيار المتخصصين و فكروا خارج الصندوق لان المقدمات صارت واضحة لنتائج نربء ببلدنا ان تنزلق اليها .. فللصبر حدود !! 
__________
بقلم: وفاء الشيشيني

مقالات اخرى للكاتب

عاصفة بوح | علمتني غزة